امما لا شك فيه أن بشرى لأسد، الابنة الثانية لحافظ وأنيسة الأسد والتي تحمل أسم الأبنة الأولى للزوجين التي فارقت الحياة بعد ولادتها بفترة قصيرة، أحد الشخصيات المهمة التي لا تحظى باهتمام وسائل الاعلام في سوريا.
تعتبر بشرى، التي ولدت في العام 1960، أحد أكثر أفراد عائلة الاسد ثقافة. وقد اتسمت بعلاقات وطيدة جدا مع والدها لدرجة أنها اعتادت تقديم الاستشارات والنصح له بخصوص تصرفاته في أكثر من مناسبة ولكن بمنتهى السرية.
خلال دراستها موضوع الصيدلة، تعرّفت بشرى على محاضرة شغوفة للأدب الإنجليزي، بثينة شعبان. ومنذ تلك اللحظة، أصبح طريق الأخيرة إلى الحكومة قصير جدا.
لقد تعاظمت قوة بشرى عقب زواجها من آصف شوكت، أحد أركان نظام الرئيس السوري بشار الأسد ومن أقوى وأشد الشخصيات في رئاسة المخابرات السورية.
من الجدير بالذكر، أن عائلة بشرى الأسد لم ترضى عن علاقتها بآصف كونه يصغرها بعشر سنوات ومتزوج وأب لخمسة أبناء، لكنها تزوجت منه بعد موت اخيها باسل عام 1995 .
لعبت بشرى دورا محوريا في دفع عجلة تقدم قطاع الصيدلة والأدوية في سوريا. وعلى الرغم من تخلف سوريا في عدة مجالات اقتصادية، يحتل قطاع الصيدلة المحلي مرتبة مرموقة نسبياً بفضل جهود بشرى.
تغطي حاليا صناعة الدواء المحلي أكثر من 90% من حاجة القطر بمواصفات ومعايير عالية الجودة، وأصبح عدد المعامل الدوائية المرخصة في الجمهورية العربية السورية 61 معملاً. كما أصبح عدد المستحضرات الدوائية المرخصة أكثر من 5600 مستحضراً تشمل معظم الزمر الدوائية وبكافة الأشكال الصيدلانية.
ونتيجة تطور مستوى الصناعة الدوائية قامت العديد من أشهر شركات الأدوية العالمية بالتصنيع بامتياز مع المعامل المحلية حيث بلغ عدد هذه الشركات المانحة للامتياز (58) شركة تصنع بحدود ( 380 ) مستحضرا بامتياز في ( 16 ) معمل دوائي سوري. وتبلغ قيمة صادرات الادوية ومنتجات الصيدلة السورية حوالي 450 مليون دولار سنويا.
وكانت بشرى قد تعرضت في السابق لإهانة عائلية من أخويها ماهر وبشار الأسد، دفعتها لأن تقرر ترك سوريا إلى أن تحين ظروف عودتها معززة مكرمة، علماً بأن ابنة حافظ الأسد الوحيدة لم تجد أي تأييد أو مساندة أو حتى دفاع عنها من والدتها أنيسة مخلوف التي انحازت إلى نجليها الذكرين. وسبب الخلاف الذي انفجر مؤخراً هو تنازع السلطة بين ماهر الأسد وآصف شوكت، كان بشار فيه منحازاً بالكامل إلى جانب شقيقه مثلما طلبت الوالدة أنيسة مخلوف.
وعلاقة بشرى بزوجة أخيها بشار، أسماء الأسد، ليست بأفضل حال. وتعارض بشرى بشدة ظهور أسماء المتكرر عبر وسائل الإعلام لدرجة أنها طلبت من أخيها وضع حد لذلك. وتعارض بشرى أيضا تسمية أسماء الأسد بإسم سيدة سوريا الأولى لأن ذلك اللقب يعود لوالدتها أنيسة مخلوف، على حد قولها.