قالت الولايات المتحدة انها باتت مقتنعة ان قيادة المعارضة في ليبيا، المجلس الوطني الانتقالي، هو كيان سياسي يستحق الدعم الامريكي.
الا ان السفير الامريكي لدى ليبيا، جين كريتز، الذي كان يتحدث في ايجاز صحفي لوزارة الخارجية، قال ان الحكومة الامريكية ما زالت تدرس قضية الاعتراف بهذا الكيان.
من جانب آخر قال فريق من الأمم المتحدة يزور العاصمة طرابلس للتحقيق فيما قيل عن انتهاكات حقوق الإنسان خلال الاضطرابات الحالية، إنه وجد دلائل تشير الى وقوع تلك الانتهاكات.
الا أن الأمم المتحدة تقول إنها لم تتأكد بعد من المسؤول عن تلك الانتهاكات، في وقت اكدت فيه طرابلس انها ستتعاون مع التحقيق.
وقال رئيس الفريق شريف بسيوني، إن هناك الكثير من التساؤلات حول القصف العشوائي للمدنيين، والتعذيب، واستخدام المرتزقة، واحتجاز الصحفيين الأجانب.
وتأتي هذه الزيارة بينما تشتد وتيرة القتال الضاري في مدينة مصراتة في غرب البلاد.
وفي مدينة الزنتان قال عدد من العاملين في مستشفى المدينة وشهود عيان ان قوات القذافي اطلقت عددا من صواريخ "غراد" على وسط المدينة التي تسيطر عليها المعارضة.
وادى القصف الى الحاق اضرار بالمستشفى وتدمير عدد من المنازل واصابة ثلاثة اشخاص.
وقال شاهد عيان ان نحو عشرين صاروخا سقط في المدينة، انفجرت ثلاثة منها قرب المستشفى مما الحق الضرر بقسم منه.
كما شهدت المديينة حركة نزوح باتجاه الحدود التونسية في اعقاب استهداف المدينة من قبل كتائب القذافي منذ يوم الاحد الماضي حيث قتل يومها اربعة اشخاص واصيب تسعة في قصف مماثل.
يذكر ان الزنتان كانت من اوائل المدن التي ثارت ضد حكم القذافي وسيطرت عليها المعارضة.
وفي مصراتة واصلت قوات القذافي قصف المدينة في محاولة لعزلها عن منفذها البحري واستعادتها من أيدى المعارضة.
دعم المعارضة
في هذه الاثناء خففت الإدارة الامريكية من عقوباتها على ليبيا للسماح للمعارضة ببيع النفط من المناطق التي تسيطر عليها.
وأصدرت وزارة المالية الأمريكية قرارا يسمح للشركات الأمريكية بالدخول في صفقات يمكن أن تعود بالنفع على المجلس الوطني الانتقالي.
وافادت الانباء الواردة من مصراتة بسقوط ثلاثة قتلى في القصف الصاروخي على ميناء المدينة، وهو المنفذ البحري الوحيد للراغبين في الهروب من القتال الذي يسود مختلف أنحاء ليبيا.
وقد أجبر القصف المتواصل سفينة ارسلتها منظمة الهجرة العالمية، لنقل عمال تقطعت بهم السبل، على البقاء على الشاطئ.
في هذه الاثناء قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن بلاده تسعى لإجلاء 5000 شخص من مصراتة، بالإضافة إلى إمدادها بالماء والغذاء والمواد الطبية.
"هدف مشروع"
يذكر أن قوات القذافي ظلت تفرض حصارا على مصراتة لفترة شهرين، حيث عانت أجزاء من المدينة خلال تلك الفترة من انقطاع الماء والكهرباء.
وفي موضوع منفصل، نفى وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس وجود أية نية لدول التحالف الغربي لقتل القذافي. لكنه أكد أن مقر الزعيم الليبي "هدف مشروع".
ويأتي نفي غيتس ردا على رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الذي قال إن التحالف الغربي لا يملك تفويضا لقتل القذافي.
من جانبه وصف وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس العقيد القذافي بأنه "عائق أمام شعبه وبلده"، وذلك عقب مباحثات عقدها في واشنطن مع نظيره الامريكي.
وعلى صعيد التطورات الدبلوماسية، دعت ليبيا الاتحاد الافريقي لعقد قمة عاجلة لمناقشة الغارات الجوية الغربية.
واتهم وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي الدول الغربية بالسعي إلى "معاقبة افريقيا عبر ليبيا".