دبي – حازم علي
تحول موت زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن إلى قناة لجمع الأموال لبائعي الهدايا والمقتنيات التذكارية.
ففي غضون ساعات من مقتل بن لادن على يد القوات الخاصة الأمريكية، انهمك العديد من المسوّقين في استغلال الحدث لتنشيط أعمالهم التي يهيمن عليها الركود نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة. وسارعت مواقع "ebay" و"CafePress" و"Zazzle" إلى تسويق بضائع تحمل صور وشعارات مناهضة لبن لادن.
واشترى المتسوقون عبر الإنترنت الآلاف من الهدايا التذكارية المعروضة على المواقع المذكورة، ومعظم المشتريات كانت عبارة عن قمصان، ودبابيس، وأكواب القهوة يتراوح سعرها بين 10 و25 دولاراً.
مبيعات تاريخية
ويقول نائب الرئيس الأول لمبيعات التجزئة في CafePress جو شميت إنه "في حال استثناء عام الانتخابات الأمريكية، فإن المبيعات تشهد نمواً سريعاً يمكن وصفها بالتاريخية".
أما مدير التسويق في Zazzle مايكل كارنس فأكد أن الموقع لم ير مبيعات بهذا الشكل، متمنياً أن تصل المبيعات إلى المستوى القياسي الذي سجلته عند إلقاء القبض على الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
ولا يستغرب علماء الاجتماع والمحللون النفسيون انتشار ثقافة التذكارات التي تمجد الأحداث التاريخية. ووفقاً للمختص في علم الأنثروبولوجيا غرانت مكراكين فإن "الناس يقتنون هذه الأشياء من أجل إلحاق المهانة ببن لادن وأتباعه"، مضيفاً أن "مبلغ 25 دولاراً التي يدفعها المستهلكون ليس بالكثير للتعبير عن الفرح بحدث وطني وتاريخي".
ويصنف شميت الشعارات التي حملتها المقتنيات التذكارية ضمن أربع فئات: الوطنية، ودعم الجيش، والاحتفالية، وأخرى تروّج لوفاة بن لادن بشكل يتمتع بالسخرية والنصر، مؤكداً أن المعروضات تعتبر مرآة للثقافة الأمريكية، عدا كونها وسيلة للتعبير الشخصي.
السلع المعروضة للبيع
ومن بين السلع المعروضة للبيع على المواقع الإلكترونية قمصان بمئات التصاميم، فقد باع موقع Tshirthell.com آلالاف منها بسعر 20 دولاراً للقطعة، والأكثر مبيعاً منها كانت تلك التي حملت صورة العلم الأمريكي فوق جثة بن لادن.
وسجل موقع Zazzle.com إقبالاً كبيراً على القمصان التي زينت بعبارة "أوباما قتل أسامة"، وتجاوز سعر الواحدة منها 21 دولاراً، أما الملصقات الأكثر بيعاً فهي التي تحمل صوراً لأسامة بن لادن وصدام حسين وتحتهما سؤال: من التالي؟، وبلغ سعر الملصق حوالي 4 دولارات.
ويعرض الموقع ربطات عنق بسعر 32 دولاراً للواحدة، ونقشت على الربطة صورة بن لادن يخرج من فوهة البندقية، وكتب تحت الصورة عبارة "العدالة: 1 مايو 2011". أما أغلى التذكارات فكان غطاء لهاتف "أي فون" يباع بـ51.4 دولاراً يحمل صورة بن لادن ممهورة بعبارة "المهمة انجزت".
وحاول موقع CafePress.com عرض تذكارات من نوع مختلف تصدرها الأزرار المزينة بكلمات تسخر من دفن بن لادن في عرض البحر، حيث كتب فوق صورة بن لادن كلمتي "طعام للأسماك"، ويباع الزر بحوالي 5 دولارات.
وسجل المتسوقون طلبات شراء كبيرة على أقداح القهوة البالغ سعرها 15 دولاراً للقطعة ويظهر عليها رسم لبن لادن تحته كلمات: "قُتل من قبل القوات البحرية الأمريكية، 1 مايو 2011". أما القبعات فبيعت أيضاً بنفس سعر أكواب القهوة. ولم ينس الموقع الكلاب فخصص لها قمصاناً بسعر 18 دولاراً للواحد، حملت شعار "موت بن لادن" وتحتها كلمة "like" المستخدمة على موقع "فيسبوك".
وسارع موقع "ebay" إلى تخصيص 26 صفحة إعلانية لبيع سلع متعلقة بمقتل بن لادن، مثل نسخ أصلية من الصحف التي نشرته الخبر، إلى جانب دمى بن لادن، وشارات وملصقات ورسومات تسخر من موت زعيم القاعدة.
وبعيداً عن المواقع التسويقية، تتهيأ مواقع بيع الكتب الإلكترونية لطفرة جديدة مع إقبال المتصفحين على شراء الكتب المتعلقة ببن لادن، والحرب على الإرهاب، والصراعات في الشرق الأوسط.
ورغم الابتسامات التي ترتسم على وجوه بائعي الأشياء التذكارية نتيجة انتفاخ جيوبهم، إلا أن القيمين على الاقتصاد الأمريكي يتخوفون من الابتسام المبكر خاصة أن مسار التعافي ما زال بطيئاً.