اتسم بالتخبط والارتباك تعامل كل من الولايات المتحدة وباكستان مع تفاصيل عملية اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن فجر الاثنين الماضي في منطقة أبت آباد شمال العاصمة الباكستانية إسلام آباد.
فقد أظهر المسؤولون الأميركيون قدرا من التخبط بشأن نشر صور تتعلق بالعملية. فبينما حذر البيت الأبيض أمس الثلاثاء من أن الصورة التي التقطت لجثة أسامة بن لادن "فظيعة" وربما تؤجج المشاعر إذا ما نُشرت، قال مدير الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) ليون بانيتا إن واشنطن ستنشر في نهاية المطاف صورا لمقتل بن لادن.
غير أن البيت الأبيض ما لبث أن أكد أنه لم يُتخذ قرار بعد بشأن الصور.
وفي إسلام آباد، تراجعت باكستان عن تصريحات سابقة بشأن اغتيال بن لادن، فبعد تأكيد وزارة الخارجية تقديم باكستان معلومات استخباراتية مكّنت القوات الأميركية من تنفيذ عملية الهجوم على منزل إقامة بن لادن في مدينة أبت آباد، عادت لتشجب طريقة تنفيذ العملية.
وفي مقابلة أجرتها معه مجلة تايم الأميركية، قال بانيتا إن المسؤولين الأميركيين آثروا عدم إبلاغ إسلام آباد بخطة الهجوم على المنزل الذي يقيم فيه بن لادن خشية أن يعمد نظراؤهم الباكستانيون إلى إعلام زعيم القاعدة بها.
وأضاف "لقد قررنا أن أي محاولة للعمل مع الباكستانيين قد تعرض المهمة للخطر، لأنهم ربما ينبهوا المستهدفين بها".
وقد أثارت العملية توترا بين واشنطن وإسلام آباد، حيث انتقدتها وزارة الخارجية الباكستانية واصفة إياها بأنها هجوم "منفرد لم يُصرح به".
وفي وقت سابق من يوم أمس الثلاثاء، تعهدت الولايات المتحدة بأن تصل إلى معرفة حقيقة ما إذا كانت باكستان قد قامت بتقديم يد المساعدة لأسامة بن لادن لتفادي عمليات المطاردة الطويلة لاعتقاله قبل مقتله في الهجوم الأخير، على الرغم من نفي إسلام آباد إيواءه.
المصدر: الجزيرة + وكالات