واصلت السلطات السورية أمس الاثنين عمليات تضييق الخناق على المحتجين المطالبين بمزيد من الحريات وبإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، وألقت القبض على المئات من الناشطين في حملات مداهمة طالت منازل مواطنين في العديد من مدن البلاد.
ونسبت وكالة يو بي آي للأنباء إلى مصدر عسكري سوري قوله إن وحدات الجيش والقوى الأمنية تواصل مهمتها في مدينة درعا بتعقب ما سمَّاها "المجموعات الإرهابية المسلحة"، فألقت القبض على عدد من عناصرها.
وأضاف المصدر –الذي لم تحدد الوكالة هويته- أن وحدات الجيش والقوى الأمنية تمكنت من العثور على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر وجدت مطمورة في أماكن متعددة من المدينة.
وقال شهود عيان لوكالة رويترز إن قوات الأمن دخلت المنازل في درعا بحثا عن الرجال ممن هم دون الأربعين من العمر.
كما اعتُقِل ناشطون في حقوق الإنسان في مدينتيْ القامشلي والرقة وضواحي دمشق, فضلا عن عشرات من المواطنين العاديين خلال مظاهرات الاحتجاج.
وقال أحد الناشطين إن الجيش السوري دفع بتعزيزات إلى منطقة الزبداني قرب الحدود مع لبنان وإلى الرقة وإدلب.
وقالت وكالة الأنباء السورية إن وحدات من الجيش طاردت وقتلت عشرة من عناصر وصفتها بالمجموعات الإرهابية التي روّعت المدنيين, واعتقلت 499 منهم.
كما قتلت قوات الجيش خمسة قناصة, وأشارت إلى مقتل عنصرين من الأمن خلال الاشتباكات.
"
السلطات السورية طالبت مواطنيها بالإبلاغ عمّن وصفتهم بالمخبرين والإرهابيين وأماكن وجود الأسلحة, مشيرة إلى إعفاء هؤلاء من التبعات القانونية وعدم ملاحقتهم خلال مهلة تمتدّ حتى منتصف الشهر الجاري
"
مهلة للاستسلام
في غضون ذلك طلبت وزارة الداخلية السورية من المواطنين السوريين ممن رأت أنه غُرّر بهم وشاركوا في حمل السلاح أو الإخلال بالأمن أو الإدلاء ببيانات مضلّلة, المبادرة إلى تسليم أنفسهم وأسلحتهم إلى السلطات.
كما طلبت منهم الإبلاغ عمّن وصفتهم بالمخبرين والإرهابيين وأماكن وجود الأسلحة, مشيرة إلى إعفاء هؤلاء من التبعات القانونية وعدم ملاحقتهم خلال مهلة تمتدّ حتى الخامس عشر من الشهر الجاري.
وخرجت مساء أمس مظاهرة في منطقة الميدان في قلب دمشق هتف المشاركون فيها للحرية، وأخرى نسوية في ساحة عرنوس في قلب العاصمة للمطالبة بفك الحصار عن مدينة درعا.
ورفعت المتظاهرات لافتات تندد بأعمال القتل التي ارتكبتها السلطات الأمنية ضد المتظاهرين في المدن السورية كافة.
وفي منطقة الزبداني القريبة من دمشق، خرجت مظاهرة كبيرة طالب فيها المتظاهرون بإطلاق سراح السجناء الذين اعتقلتهم القوات الأمنية خلال فترة المظاهرات الماضية.
وسارت مظاهرات في مدينة حمص طالبت بفك الحصار عن درعا وهتف المشاركون فيها للحرية.
ونزل المتظاهرون في حي باب سباع إلى الشوارع، كما سارت مظاهرة أخرى في حي باب دريب.
تراجع
وفي وقت لاحق، ذكرت وكالة يو بي آي أن النائب ناصر الحريري تراجع عن استقالته من مجلس الشعب السوري التي كان أعلنها عبر الفضائيات احتجاجا على الأحداث التي شهدتها محافظة درعا.
وقال الحريري -خلال جلسة مجلس الشعب الاستثنائية مساء أمس الاثنين- إنه تقدم باستقالته في إطار سعيه لتحقيق تقدم إيجابي لحل أحداث درعا، خاصة أنه كان عضوا في لجنة شعبية لهذه الغاية.
وأضاف أن تراجعه عن استقالته جاء نتيجة استغلالها في غير مصلحة الشعب والوطن، حسب زعمه.