قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إن النظام السوري "فقد شرعيته" بقتله المتظاهرين المسالمين، مؤكدا أن بلاده تريد من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على رموز النظام السوري، بمن فيهم الرئيس. من جانبه قال وزير الدفاع الإسرائيلي إن نظام بشار الأسد "يقترب من لحظة يفقد فيها السلطة".
وأكد جوبيه للصحفيين في باريس أن فرنسا تحاول العمل مع شركائها الأوروبيين من أجل إقرار هذه العقوبات، وردا على سؤال عما إذا كان يجب أن يكون الأسد بين المستهدفين بالعقوبات، قال "هذا هو ما تريده فرنسا".
واعتبر المسؤول الفرنسي أن النظام السوري "فقد شرعيته" بقتله المتظاهرين المسالمين الذين يطالبون بالتغيير وبإصلاحات سياسية، وقال إن "الحكومة التي تقتل مواطنيها لأنهم يعبرون عن رأيهم ويطالبون بديمقراطية حقيقية، فإنها تفقد شرعيتها".
وتأتي هذه الدعوة الفرنسية بعدما كانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على النظام السوري شملت مقربين من الرئيس الأسد، بينهم شقيقه ماهر.
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قال أمس إنه لا يريد أن يرى مذبحة حماة -التي وقعت عام 1982 وخلفت آلاف القتلى- تحدث مرة أخرى في سوريا.
وحذر من أن حدوث مثل هذه الأمور سيجبر المجتمع الدولي على اتخاذ موقف من سوريا، مؤكدا أن بلاده ستتخذ الموقف نفسه في هذه الحالة.
وحذر أردوغان الرئيس بشار الأسد -في مقابلة تلفزيونية مع شبكة تركية- من عواقب الاستمرار في قتل المدنيين، كما حذر من أن سوريا لن تنهض مرة أخرى إن وقعت فيها مثل هذه المذابح.
اقتراب النهاية
في سياق متصل قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إن نظام الرئيس السوري "يقترب من لحظة يفقد فيها السلطة"، وذلك تعليقا على المظاهرات التي تعم عددا من المدن السورية وتطالب بإسقاط النظام.
وأضاف باراك في حديث للقناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلي الليلة الماضية إن استخدام الأسد للقوة ضد شعبه يعجل بسقوط حكمه، وإن إسرائيل "يجب ألا تخشى التغيير" في سوريا.
وتابع "أعتقد أن الأسد يقترب من لحظة يفقد فيها السلطة.. الوحشية المتصاعدة تحشره في الزاوية، كلما زاد عدد القتلى تراجعت فرصه للخروج من المأزق".
وقال باراك أيضا "حتى إذا توقف عن قتل الناس، لا أرى إمكانية لاستعادة الثقة فيه.. لا أعرف ما إذا كان سينهي دوره خلال شهر أو شهرين.. قد يتعافى، لكني لا أعتقد أنه سيظل على حاله، وأعتقد أن مصيره يتجه في نفس مسار الزعماء العرب الآخرين".
وأضاف "يجب ألا تجزع إسرائيل من إمكانية تغيير الأسد"، مؤكدا أن الثورات التي يشهدها الشارع العربي ضد الأنظمة "تنطوي على وعود وتطلعات كبيرة على المدى الطويل" للأجيال القادمة في إسرائيل.
وذكرت جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان أن نحو 560 مدنيا على الأقل قتلوا بأيدي قوات الأمن، وإن المئات اعتقلوا منذ بدء الاضطرابات في مدينة درعا جنوب البلاد يوم 18 مارس/آذار الماضي.
واعتبر باراك أن التغييرات التي تجري في الدول العربية هذه الأيام "تضع نهاية لنظم الحكم الشمولية"، مشيرا إلى أن "تحقيق ديمقراطية مستقرة سيحتاج وقتا".